روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | من القصص الواقعية.. الشباب والغضب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > من القصص الواقعية.. الشباب والغضب


  من القصص الواقعية.. الشباب والغضب
     عدد مرات المشاهدة: 4136        عدد مرات الإرسال: 0

محمود شاب مراهق في عامه السابع عشر، وكان شخصًا سريع الغضب، يغضب من أقل شيء.

فكثيرًا ما كان يتشاجر مع والديه، وكان أيضًا يتشاجر مع إخوته ويتطور الأمر إلى درجة الضرب.

وكان محمود في الصف الثاني الثانوي، وكانت أمه تطمح بأن يحصل ابنها على مجموع عالٍ.

فكانت تحثه بكل الطرق على في المذاكرة، وعندما يضيع وقته بخروجه مع أصحابه، كانت أمه تعاقبه بأن تحرمه من المصروف.

فكان يعيش على المصروف الذي يأخذه من والده فقط، وفي يوم رجع فيه إلى البيت متأخرًا.

وجهت الأم اللوم لمحمود لتأخره، وقالت له: "لن تأخذ المصروف هذا الأسبوع"، وكان الأب يجلس بجوار الأم، فما كان من محمود إلا أن غضب وقام بركل الكرسي فكسره، ثم قام بعد ذلك بكسر زجاج المرآة.

فما كان من الأب إلا أن ذهب إليه وقام بتهدأته، فقام الابن بالذهاب إلى غرفته وجعل يبكي على ما يحصل له في البيت.

سمات المرحلة:

إن الموقف السابق يوضح عَيِّنِة صغيرة مما يحدث للمراهقين في تلك المرحلة، فكثير من البيوت تعاني من عدم انضباط انفعالات المراهقين، فتجد الآباء في حيرة من أمرهم، كيف يعاملون هذا الابن.

فالمثال السابق يوضح أن الأم كانت تعامل ابنها هكذا لأنها كانت تخشى عليه من أن يحصل على مجموع قليل.

ولكنها أخطأت في كيفية التعامل مع ابنها، لأنها كانت غير متفهمة لطبيعة ابنها، وكيف تتعامل مع هذا السن؟

إن الابن في مرحلة المراهقة يعاني من الكثير من الضغوطات، فمثلًا في مدرسته قد يواجه مضايقات من قبل زملائه، فربما يسخرون منه وأحيانًا يتطاولون عليه بالألفاظ البذيئة.

فهنا يظهر دور البيت في احتواء الابن المراهق، فيقوم بتحويل مشاعر الغضب إلى شيء إيجابي، (فيمكن أن يكون الغضب شعورًا هدامًا، إلا أنه يمكن أن يكون بنَّاء أيضًا، فهو هدام عندما يضر بالأشخاص أو العلاقات.

وهو بناء عند استخدامه لأشياء إيجابية مثل دفع المرء ليعمل بجد أكثر في دراسته، وليقرر من أصدقاؤه الحقيقيون، وليضحك عند التعرض للإغاظة ويتعلم إطلاق النكات على نفسه.

وكيفية مناقشة الأمور مع الآباء أو المعلمين الذين يرغبون في الإصغاء.

إن الآباء هم الواسطة لجعل أبنائهم المراهقين يعبرون عن الغضب بدلًا من التصرف مدفوعين به، وسيشجعونهم العلاقة القائمة بين الآباء والأبناء على ذلك.

وحتى لو لم تكن علاقة الآباء بالأبناء كما ينبغي، فإنه لا تزال هناك أشياء كثيرة مهمة يمكنك فعلها لمساعدة أبنائك المراهقين على مجاراة شعورهم بالغضب) [كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان، ص(21)].

أسباب الغضب:

إن أهم الأسباب التي تؤدي إلى غضب المراهق هي تعرُّضه للنقد الدائم والتجريح.

وخاصة لو كان هذا النقد أمام مثلًا أقاربه أو إخوته أو زملائه في المدرسة، فالمراهق يشعر أنه يفهم شتى الأمور ولا يمكن له أن يخظئ.

لذلك فإن أي انتقاد يوجه إليه أو أي اختلاف في الرأي يجعله يغضب ويثور.

ومن الأشياء التي تؤدي إلى غضب المراهقين هي تغير السمات الجسمية للمراهق، فصوته بدأ يأخذ صوت الرجل.

وكذلك ظهور شعر اللحية، وظهور بعض حب الشباب، فهذا يؤدي إلى توتر وقلق لديه، فيجب على الآباء أن يكونوا مدركين لهذا الأمر.

بالإضافة إلى أن عدم الإصغاء لما يقوله المراهق، وعدم احترام آرائه ومعاملته كولد صغير هو سبب آخر لإثارة غضبه وحنقه.

فتجد بعض الآباء لازالت بعض الكلمات على لسانه: "أنت عيل، أنت صغير، لا تستطيع الاعتماد على نفسك"، فهذا كله يؤدي إلى شعور المراهق بالغضب.

وأخيرًا تشديد الرقابة عليه، والتدخّل في كل شاردة وواردة من أموره وخاصة التدخل في أصدقائه هو عامل مسبّب لقلق المراهق من تصرف أهله وازدياد توتره.

ومثيرات الغضب بصفة عامة في مرحلة المراهقة تتصل بالحياة الاجتماعية المحيطة بالمراهق اتصالًا وثيقًا، فالمراهق يغضب عندما يؤنب، أو يوبخ، أو يُنتقد، أو يتكرر له النصح.

أو عندما يشعر بأن زملاءه لا يعاملونه برفق، أوعندما يقسو الأب أو المعلم في معاملته دون وجه حق، أو عندما يتم منع عنه امتيازات كان يعدها حقًا له، أو عندما يتدخل الآخرون في شؤونه.

ومن الأشياء التي تثير غضب المراهق حينما يعجز عن النجاح في أمر من الأمور، مثل التعبير عن مشاعره، أو الفشل في إقامة علاقة صداقة مع زملائه في المدرسة.

كما يغضب المراهق حينما يزعجه الآخرون في أثناء المذاكرة، وهو يستعد للامتحان, أو حينما يوقظه أهله من النوم دون أن يأخذ كفايته منه.

كما يثير غضب المراهق أيضًا العوامل الطبيعية الخارجية مثل الجو العاصف أو البرد القارس أو الحر الشديد أو الزوابع... الخ.

دراسة واقعية:

أكدت عديد من الدراسات ما ذكر آنفًا، حيث بينت إحدى هذه الدراسات التي أجريت على طلاب المدارس الثانوية أن:

أكثر الظروف إثارة للغضب عند هؤلاء الطلاب القواعد المتصلة باللبس والإقامة الدقيقة، ومضايقة الآباء للأبناء، وفرضهم قيودًا كثيرة عليهم.

فقد شكا حوالي 50% من الأولاد و80% من البنات من إلحاح أمهاتهم عليهم لاصطحاب أخواتهم وإخوانهم الأصغر منهم معهم أينما ذهبوا، في حين بينت دراسة أخرى أجريت على طلبة إحدى المدارس الإعداديةوطالباتها والتي تتراوح أعمارهم ما بين 11-16 سنة.

أن الظروف المثيرة للغضب عند الطلاب والطالبات هي: تعرضهم للسخرية والاستهزاء والشعور بالإجحاف، وتعرضهم للكذب، وانتزاع حوائجهم منهم.

كيف تكون ناضجًا انفعاليًا؟

ـ خاص للشباب:

ـ تدرب على الحل السلمي للصراع:

(عندما يحدث خلاف في المنزل، فحاول أيها الشاب تطبيق الخطوات التالية:

1. حدد المشكلة: اجعل الشخص الذي معك يتحدث عن المشكلة.

2. تكلم مع الشخص عن الأحداث التي أدت إلى حدوث المشكلة: ما الذي حدث أولًا؟ وما الذي حدث ثانيًا؟ وما الذي أدى إلى تزايد حدة الصراع؟

3. اذكر مشاعرك: اطلب من الشخص الذي معك في المشكلة أن يذكر مشاعره تجاه المشكلة، وشجعه على أن يكون صادق فيما يقوله، ثم بعد ذلك اذكر أنت مشاعرك تجاه المشكلة.

4. أنصت جيدًا لآراء ومشاعر الشخص حيال المشكلة: فاستخدم مهارات التعاطف، وحاول أن تتفهم وجهة نظر الشخص.

5. ابتكر حلولًا: فكن مبدعًا، فأكد على أفكار من معك في المشكلة، ثم قم بتشجيع الشخص الذي معك في المشكلة على إيجاد حلول جيدة للمشلكة.

6. قم بتقييم جميع الحلول، واختر حلًا واحدًا يتوافق معك ومع الطرف الآخر.

7. راقب جدوى هذا الحل: وإذا كان هناك شيء يجب تغييره، فلتبدأ من جديد) [ما يحتاجه المراهقون للنجاح، بيتر إل بينسون، جودي جالبرايث، باميلا إيسبلاند، ص(357)، بتصرف].

ـ خاص للآباء:

إن للأب دور كبير في كبح جماح غضب ابنه، ويتضح ذلك من خلال:

(1. إذا غضب ابنك ودخل إلى غرفته فلا تناده، دعه يجلس في الغرفة حتى يهدأ، من الفيد له صحيًا أن تتركه يعبر عن غضبه.

من المهم في كل الأحوال أن يكون سلوكك أنت متوافقًا مع ما تطلبه من ابنك، فإذا كنت تطلب منه ألا يستخدم ألفاظ السباب أمام الأطفال الصغار، فمن باب أولى ألا تستخدمها أنت أمامه.

2. كن إيجابيًا، في بعض الأحيان، سيصاب ابنك المراهق بالغضب، ولكنه يتمكن من التعامل معه بشكل جيد.

من الممكن أن يقول لك عن سبب غضبه منك ولكن بدون استخدام أي ألفاظ غير مناسبة.

في هذه الحالة، بعد أن يهدأ يجب أن تمدح سلوكه وتخبره بأن طريقته في التعبير عن غضبه كانت ناضجة وأنك معجب جدًا بتصرفه.

3. إذا عبر ابنك عن غضبه بلغة نابية، فضع القيود، اشرح السبب في عدم قبولك لهذه اللغة في العائلة، كن حريصًا ألا تبدو منافقًا أمام أبنائك.

فإذا كنت تستخدم ألفاظ السباب إذا جرحت إصبعك وأنت تدق بالمطرقة.

فلا يمكنك أن تلوم ابنك المراهق، إذا استخدم نفس اللفظ عند جرح نفسه.

أيضًا اذكر الأوقات التي يكون من غير المقبول بتاتًا استخدام ألفاظ السباب) [تنشئة المراهقين، لين هاجنز، ص(115)].

ماذا بعد الكلام؟

ـ إذا غضبت أيها الشاب من أمر ما، فأولًا غير من وضعك في الحال، فمثلًا إذا كنت جالسًا فقم وإذا كنت واقفًا فاجلس.

ـ تصرف بإيجابية تجاه الأمور، ففكر مليًا في الأمر الذي يغضبك، وتعامل مع المشكلة بالخطوات التي حددناها سلفًا.

ـ لا تتصرف بلغة نابية فتعبر عن غضبك بالسباب والشتائم فهذا ليس من أخلاق المسلم، كذلك لا تستخدم العنف في التعبير عن غضبك، ككسر الأشياء أو الضرب.

ـ عبر عن ما في نفسك بكل وضوح، حتى يكون الآخرون على علم برأيك بوضوح تام.

المصادر:

•   تنشئة المراهقين، لين هاجنز.

•   ما يحتاجه المراهقون للنجاح، بيتر إل بينسون، جودي جالبرايث، باميلا إيسبلاند.

•   كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان.

المصدر: موقع مفكرة الإسلام